
16/06/2025
الجاسوسة الإسرائيلية "كاثرين شكدم"… المرأة التي اخترقت نظام طهران من الداخل وأوقعت 100 مسؤول بزواج المتعة
في واحدة من أكثر العمليات الاستخباراتية إثارة للجدل في الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة، كشفت تقارير إعلامية وأمنية عن الجاسوسة الإسرائيلية كاثرين بيريز شكدم، التي تمكّنت من التسلل إلى عمق النظام الإيراني، والوصول إلى شخصيات بارزة من المرشد الأعلى علي خامنئي إلى قيادات في الحرس الثوري، وحتى نواب في البرلمان.
دخول إيران بهوية فرنسية وزواج من رجل يمني
دخلت شكدم، وهي يهودية من أصول فرنسية، الأراضي الإيرانية بجواز سفر فرنسي، مدعية أنها امرأة مسلمة اعتنقت الإسلام وتزوجت من رجل يمني شيعي. وادّعت رغبتها في تعلم العقيدة الشيعية والتعمّق في علوم الدين، مما منحها غطاءً استخباراتياً مثالياً وموطئ قدم في الأوساط الدينية والسياسية الإيرانية.
اختراق ممنهج باستخدام "زواج المتعة"
استغلت الجاسوسة نظام "زواج المتعة" — وهو أحد أنواع الزواج المؤقت المعترف به في المذهب الشيعي — كأداة للتقرب من المسؤولين الإيرانيين، حيث نجحت في استدراج نحو 100 مسؤول رفيع المستوى من بينهم برلمانيون، رجال دين، وضباط بالحرس الثوري، وأقامت معهم علاقات حميمة تحت غطاء الزواج المؤقت.
في شهاداتها التي كشفتها لاحقًا، أكدت شكدم أن الكثير من المعلومات الحساسة التي حصلت عليها جاءت أثناء جلسات خاصة مع هؤلاء المسؤولين، مشيرة إلى أن أحد أعضاء البرلمان كشف لها تفاصيل جلسة مغلقة سرّية، تضمنت مناقشات حول شؤون أمنية وسياسية داخلية، فقط خلال لقاء حميمي.
الوصول إلى بيت المرشد والحرس الثوري
نجحت شكدم أيضًا في التقرب من بيت المرشد الأعلى علي خامنئي، وكذلك إقامة علاقات وثيقة مع ضباط بارزين في الحرس الثوري، وهو ما يمثل اختراقًا بالغ الخطورة داخل أجهزة الدولة الإيرانية، خاصة أن ذلك حدث في فترة حساسة تزامنت مع زيارة زعيم حركة حماس إسماعيل هنية لطهران، والذي قُتل لاحقًا في حادث غامض، ما أثار التكهنات حول وجود رابط استخباراتي بين الحادث والنشاط الإسرائيلي داخل إيران.
التسلل إلى الإعلام الرسمي
المثير للدهشة أن كاثرين لم تكتف بالعمل السري، بل تمكّنت من الكتابة في وسائل إعلام حكومية إيرانية، ما سمح لها بتمرير بعض الرسائل الاستخباراتية وفضح سلوكيات بعض المسؤولين بشكل غير مباشر، دون إثارة الشبهات.
خداع مزدوج وأهداف أبعد
وفي تعليقاتها العلنية بعد انكشاف مهمتها، وصفت رجال الدين الإيرانيين بأنهم مصدرها الأساسي للمعلومات، مضيفة أن التظاهر برغبتها في فهم أحكام الدين شكّل مدخلًا سهلًا للاتصال برجال في مواقع حساسة داخل الدولة.
القصة تفتح الباب أمام تساؤلات خطيرة حول مدى هشاشة الأجهزة الأمنية الإيرانية، ومدى إمكانية استغلال القوانين الدينية كـ"زواج المتعة" كوسيلة لاختراق الصفوف العليا من الدولة.