17/06/2025
(3) وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4)
ما نعيشه في هذه الأيام ليس مجرد أحداث عادية تمر مرور الكرام في سجل التاريخ، ولا معارك بسيطة تتناقلها وسائل الإعلام ويتداولها الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
بل إن ما يحدث اليوم مدوّن في كتاب ربنا، وقد بلّغه رسولنا صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا.
هذا هو علوّهم الثاني، وهم يعيشون ثاني أعظم فترة في تاريخهم. وربما من مظاهر هذا العلو سقوط إيران، وألا يبقى لهم تهديد أو منافس، فيتحقق قول الله تعالى: “وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا”.
وعلوّهم الكبير واقع لا محالة، وكلما ازداد علوّهم وهم أعداء أمتنا … ازداد ذُلّنا وهواننا وضعفنا، وهذا ما نلمسه ويعيشه كل مسلم في أنحاء العالم، مما نراه من صور ومشاهد لم تكن لتصل إلينا لولا التطور المفاجئ في وسائل الإعلام خلال القرن الأخير.
وإن هذا العلوّ الكبير هو مقدّمة نهايتهم، فبعد طغيانهم ودخولهم المحتوم للمسجد الحرام وسيطرتهم عليه.
يقول ربنا في سياق الآية مخاطبا المسلمين :
“عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ”.
سيرحمنا ربنا ويزيح عنا شرّهم، لا نعلم كيف ومتى، لكن رحمة ربنا ونصره لنا عليهم حاصل، كما يحصل طغيانهم وفسادهم الذي ترونه اليوم.