
21/07/2025
وكالة الأنباء الفرنسية تصدر بيانا عن حال مراسليها في غزة وتقول إنها تخشى لأول مرة منذ تأسيسها عام 1944 من امكانية أن يموت مراسلوها جوعا!!
—-
ترجمة البيان:
بدون تدخل فوري،
آخر مراسلي غزة سيموتون
تعمل وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) مع كاتب نصوص مستقل، وثلاثة مصورين، وستة مصوري فيديو مستقلين في قطاع غزة منذ مغادرة صحفييها الدائمين في أوائل عام 2024.
مع قلة آخرين، فهم اليوم الوحيدون الذين لا يزالون يغطون ما يحدث داخل قطاع غزة. لقد مُنعت وسائل الإعلام الدولية من دخول هذا الإقليم منذ نحو عامين.
نرفض أن نشاهدهم يموتون.
أحدهم، بشار، يعمل مع AFP منذ عام 2010، بدأ كمساعد ميداني، ثم كمصور حر، ومنذ 2024 أصبح المصور الرئيسي.
في يوم السبت 19 يوليو، تمكن من نشر رسالة على فيسبوك قال فيها:
“لم تعد لدي القوة للعمل في وسائل الإعلام. جسدي نحيف ولا أستطيع العمل بعد الآن.”
بشار، البالغ من العمر 30 عاماً، يعمل ويعيش في ظروف مشابهة لكل أهالي غزة، متنقلاً من مخيم لاجئين إلى آخر بحسب القصف الإسرائيلي.
منذ أكثر من عام، يعيش في فقر مدقع، ويواصل عمله وسط مخاطر جسيمة.
النظافة أصبحت مشكلة كبيرة بالنسبة له، يعاني من نوبات إسهال حاد.
منذ فبراير، يعيش في أنقاض منزله بمدينة غزة مع والدته، وإخوته الأربعة وأخواته، وعائلة أحد إخوته.
منزله خالٍ من الأثاث والكهرباء والماء، ويعيش على ما تقدمه بعض أقاربه.
يوم الأحد، أفاد بأن شقيقه الأكبر “سقط، بسبب الجوع”.
رغم أن هؤلاء الصحفيين يتلقون راتباً شهرياً من AFP، إلا أنه لا يغطي إلا بالكاد، أو لا يغطي إطلاقاً، أسعار السوق المرتفعة جداً.
النظام المصرفي معطل، والوسيط الذي يحول الأموال من الحسابات الخارجية إلى قطاع غزة يقتطع عمولة تقارب 40%.
لا تستطيع AFP تزويدهم بالمعدات أو حتى توفير الوقود الكافي كي يتمكنوا من التنقل لأداء عملهم.
التنقل بالسيارة يعادل المخاطرة بأن يصبحوا هدفاً للطيران الإسرائيلي.
لذا، يتنقل مراسلو AFP مشياً على الأقدام أو على عربات تجرها الحمير.
أحلام، تعيش في جنوب القطاع وتحاول “الاستمرار في الشهادة” لأطول مدة ممكنة:
“في كل مرة أغادر فيها الخيمة لتغطية حدث، أو إجراء مقابلة، أو توثيق واقعة، لا أعلم ما إذا كنت سأعود حية.”
أكبر مشكلة تواجهها، كما تؤكد، هي نقص الغذاء والماء.
نراهم ينهارون.
هم شباب وتخبو قواهم. معظمهم لم يعد لديهم القدرة الجسدية على التنقل داخل القطاع لممارسة عملهم.
نداءاتهم للمساعدة، الممزقة، أصبحت يومية.
منذ أيام، أدركنا من رسائلهم القصيرة أن قوتهم لم تعد تكفي، وأنهم لم يعودوا قادرين حتى على إيصال الأخبار لنا، ليبلغوكم بالحقيقة من هناك.
نخشى أن نتلقى نبأ موتهم في أي لحظة، وهذا أمر لا يُحتمل.
هذا الأحد كتب بشار:
“للمرة الأولى، أشعر أنني مهزوم… أكثر من ثلاث سنوات من الجحيم، ولم نعد نجد الكلمات لنشرح للعالم أننا نعيش يومياً بين الموت والجوع…
أتمنى أن يساعدني السيد ماكرون في الخروج من هذا الجحيم.”
أحلام ما زالت تقاوم:
“أحاول أن أواصل عملي، لأعطي صوتاً للناس، لأوثق الحقيقة رغم كل المحاولات لإسكاتها.
المقاومة ليست خياراً، بل ضرورة.”
منذ تأسيسها عام 1944، لم تشهد AFP، رغم وجودها الدائم في مناطق النزاع،
وفاة أي من موظفيها جوعاً.