05/09/2025
حركة الشعب تصدر بيان حول مشروع القانون الأمريكي
برافو هكذا يجب أن تكون مواقف الأحزاب الوطنية
بيان حركة الشعب حول التدخل الأمريكي الأخير في الشأن الداخلي التونسي
--------------------------------
بسم الله الرحمان الرحيم
تونس، في 05-09-2025
يتم التداول داخل بعض الدوائر التشريعية في الإدارة الأمريكية حول مشروع قانون يتعلق بتونس، يتضمن – حسب ما تسرّب من المشتغلين عليه – معاقبة تونس وشعبها وبعض مسؤوليها على خلفية “الخروج عن الديمقراطية”، ويطالبون في سياق قانونهم المقترح بـ ”إعادة الديمقراطية إلى تونس”.
إننا في حركة الشعب، من موقع مسؤوليتنا الوطنية، ومن موقع معرفتنا وإدراكنا للسياسات الأمريكية عبر تاريخ تعاطيها مع العالم ومع أمتنا العربية ومنها تونس:
1. نذكّر حكام أمريكا، مفكرين ومشرّعين وممولين ومنفذين، بأن النموذج “الديمقراطي” الذي أسسوا عليه نظامهم السياسي بُني على جماجم الفقراء والمعدمين، وعلى نهب مقدّرات الشعوب وشطب حريتها في تقرير مصائرها. وإن هذا النموذج قد تعرّى وتبيّنت كل عدوانيته واستنفد كل إمكانيات دوامه، وهو محل رفض واستنكار ومواجهة من قبل كل شعوب الأرض، ولن تفلح كل محاولات تلميعه وإعادة صياغته تحت أي عنوان أو أي غطاء.
2. نحيل حكام أمريكا، اليوم، إلى ما يرتكبونه من مجازر وما يسيلونه من حمّامات دم وما يقترفونه من جرائم في حق الشعب الفلسطيني، إذ هو التطبيق العملي والميداني لنموذجهم “الديمقراطي”. وإن تونس وشعبها على غرار بقية شعوب العالم قد خبروا هذا النموذج، ولن يسمحوا باعتماده مهما تغلّف بمساحيق الحريات وحقوق الإنسان على نُبل مراميها.
3. نعتبر أن هذه المبادرة التشريعية هي تدخّل سافر في الشؤون الداخلية التونسية، وهي محاولة يائسة ومشبوهة وعدوانية تستهدف شعبنا، وتكرّس سلوك الوصاية والاستعمار، جوهر السياسات الأمريكية على مرّ التاريخ، وحاضرها ما يحدث اليوم في سوريا والعراق وليبيا والسودان، وما يُحاك ضد إيران وفنزويلا وروسيا وغيرها من شعوب العالم.
4. ندعو كل القوى الوطنية في تونس إلى ضرورة الانتباه إلى هذا السلوك العدواني الأمريكي، واستنهاض كل مكامن التعبئة والجهوزية للتصدّي لمثل هذه السياسات، وفضح كل المنخرطين فيها من وكلاء الداخل، والسعي إلى بناء النموذج الديمقراطي الوطني المعبّر عن السيادة الحقيقية والرافع لطموحات شعبنا في الحرية والعزّة والنماء.
5. نرفع الصوت عالياً منبّهين السلطات التونسية إلى أن تأخذ هذه التهديدات الأمريكية على محمل الجد، وأن تُحكّم منطق العقل والمسؤولية في اتجاه إنهاء حالة الانسداد والعبث والتصحّر التي تعيشها الحياة السياسية في البلاد، من خلال بناء الجبهة الوطنية التقدمية التي تنهض بمتطلبات حياة التونسيين الاجتماعية والاقتصادية في كل مستوياتها، بعد أن بلغت حالةً من الانهيار غير مسبوقة، وترفع راية السيادة الوطنية في مواجهة أعداء الداخل والخارج.
-----------------------------
عن المكتب السياسي لحركة الشعب
الأمين العام
زهير المغزاوي