
05/04/2025
جامع البظنه
يقع جامع البظنه خارج أسوار مدينة دمشق القديمة في منطقة صالحية دمشق ، حي أبو جرش . وكلمة البظنه هو الاسم الصحيح لهذا الجامع و لهذه العائلة الكريمة .
يطل الجامع على شارع سوق الجمعة من الجنوب وكذلك على زقاق الشيخ يوسف من الغرب و قريباً من جامع الشيخ عبد الغني النابلسي إلى الشمال الغربي منه.
ذكرت بعض المصادر التاريخية أنه بني في العهد الأيوبي ، وجدد في العهد العثماني ، ولكني لم أتمكن من معرفة هذه المصادر و مدى صحة هذه المعلومات ، ولا في أي عهد من ملوك بني أيوب قد تم البناء .
هذا بالإضافة إلى عدم تمكني من معرفة مشيد الجامع الأصلي ... سوى ما ذكره الدكتور أسعد طلس عند إحصائه لمساجد دمشق عام 1942م ضمن تحقيقه لذيل كتاب ثمار المقاصد في ذكر المساجد ليوسف بن عبد الهادي فقال :
مسجد البظنة ( بالتاء المربوطة و ليس بالهاء المربوطة أو بالألف ) تحت رقم – 37 - وهو مسجد صغير في الصالحية – ابوجرش – زقاق الشيخ يوسف .
فيه مصلى شتوي ، قائم على ثلاث قناطر ، وله محراب حجري صغير ، والى جانبه أربع كوى ، وفي داخله ضريح الشيخ محمد بظنة .
وتابع الدكتور اسعد طلس أن بناء المسجد بناء أيوبي ، وقد كتب على ساكف شباكه ما نصه :
سنة 1171 جدد هذا المكان المبارك الحاج محمد بن عمر
الشهير بالبظنه و أوقف عليه جميع القهوة و الديار التي على القهوة
وربع جنينة بني الحبال ونصف جنينة جمال العلاني المحدودين في باطن حجة الواقف.
أقول هنا في هذا البحث : أن المسجد هو مسجد قديم و قد جددت واجهته الجنوبية في العهد العثماني بالحجارة البنية اللون و الممتدة من الباب الرئيسي للجامع و حتى ضلعه الشرقي في واجهة الحرم . و لم يبق منه أي أثر أيوبي يدلنا على فن العمارة في تلك الفترة .
هناك لوحة حديثة فوق بابه المجدد أيضاً ما نصه :
جامع البظنا
1170 هـ
وبابه يقع في زاويته الغربية الشمالية وهو منخفض عن مستوى الأرض و ينزل اليه بدرجتين من الرخام الحديث .
أما الواجهة الغربية للجامع .. فهي واجهة حجرية جديدة من الحجارة البيضاء المصقولة بما فيها النوافذ الحديثة التركيب وقد تم تركيب حواجز حديدية عليها حفاظاً على أثاث الجامع و ليعطيها مسحة جمالية تزيينة لها . و يستطيع الواقف أمام هذه الواجهة مشاهدة جامع الشيخ عبد الغني النابلسي منها .
وقد وضعت لوحة رخامية على هذه الواجهة تدل أنها قد خضعت لعمليات الترميم و التجديد و التوسعة ما نصها :
بسم الله الرحمن الرحيم
جامع البظنا
تمت بعون الله التوسعة و الترميم لهذا المسجد
على نفقة المرحوم الشاب مجد نبيل طعمة
1415 هـ 2004 م
الفاتحة على روحه .
و يبدو أن عائلة طعمة جزاهم الله خيراً قد وسعوا و رمموا المسجد على نفقتهم الخاصة ترحماً على روح فقيدهم الشاب ( مجد طعمة ) . فترحموا عليه ... رحمنا و رحمهم الله تعالى . منقول بتصرف .