
12/07/2025
تعدُّ الكافية من أَهم متون النحو العربي وأَشهرها، مختصرة غنية عن التّعريف،
وقد انتفع النّاس بهذا المتن النّفيس، رصينةٌ عبارتُهُ، مختصرةٌ أَلفاظُهُ، نفيسةٌ تحقيقاتُهُ، وعلى الرغم من صغر الحجم وتحرير اللّفظ جامع لِمَا حواه مِنَ المسائلِ اللّغويةِ والنّحويةِ النّافعةِ، والعلل النحوية، والمنطقية، والفوائدِ العظيمةِ التي سطَّرها ابن الحاجب رحمَهُ الله تعالى.
من أشهر العلماءُ الذي تناوَلَهُ ودَرَسوهُ ودَرَّسوهُ، وكان ممّن فتحَ مغلقاته، ومهَّدَ عباراتَهُ لكلِّ طالبِ علمٍ للعلومِ مستقٍ، الإمام العلَّامة جلال الدِّين محمَّد بن يوسف الحلوائي التَّبريزي حيث حلَّ فيها الأَلفاظَ، وذَلَّلَ فيها العباراتِ، وفتَحَ المُغلقاتِ، وحقَّقَ فيها المسائلَ، فَصَحَّحَ ورَجَّحَ وأَعربَ وأَوضحَ، فكانت كالبستانِ جامعةً لكثيرٍ من الأَلوانِ، فَفاقَ غَيرَهُ في تبسيطِ جوهرِهِ، وانفردَ بِعُمقِ النظرةِ، ووضوحِ الفِكرةِ، فأَوضحَ المعاني، وكشفَ عن خَفِيِّ العباراتِ والتَّراكيبِ التي يَعسُرُ على الدَّارسِ فهمُها، ويلتَوي عليه وعيُها وإدراكُها، وشرحَ ما فيه من أَمثلةٍ وشواهدَ، وأَجملَ معانيها، وذكر إعرابَ الغامضِ منها،