15/02/2025
محمد الزواوي فنان ساخر ورسام كاريكاتوري ليبي وُلد في ضواحي بنغازي سنة 1936. درس في مدرسة الأبيار الداخلية حتى السنة الرابعة من التعليم الابتدائي، إلا أنه اضطر لترك الدراسة بسبب ظروف عائلية. بعدها بدأ عمله كرسام في القسم السمعي والبصري التابع للمصالح المشتركة للنقطة الرابعة الأمريكية.
في عام 1963، انتقل للعمل في مجلة الإذاعة بطرابلس كمخرج صحفي ورسام، حيث نشر أولى لوحاته الساخرة. بعد ذلك، عمل في مجلة المرأة كمخرج ورسام، وكذلك نشر رسومه في العديد من الصحف الليبية. بعد الانقلاب العسكري بقيادة معمر القذافي في 1969، بدأ بنشر رسومه اليومية في صحيفة "الثورة"، ثم انتقل للعمل في صحف أخرى مثل "الأسبوع السياسي"، "الجماهيرية"، و"الزحف الأخضر".
استمر الزواوي في نشر رسومه في عدة صحف ليبية حتى عام 2010 عندما توقفت جريدة "الصباح أويا" بسبب انتقاده للنظام السياسي. لاحقاً صدرت الجريدة مرة أخرى برئيس تحرير جديد، لكن الزواوي توقف عن النشر فيها. كما خاض تجربة الرسوم المتحركة، حيث أبدع أعمالاً تجاوزت 50 دقيقة.
تميز الزواوي بتقديم نقد اجتماعي حاد من خلال رسوماته، حيث كان يلتقط ملامح الشخصية الليبية الشعبية ويشحنها بنقد لاذع. يعتبره الناقد غسان الإمام أحد أفضل الرسامين العرب في إتقان التفاصيل، مع تأثير واضح من المدرسة الكاريكاتيرية الأمريكية. في السبعينات، أبدع الزواوي في مجال القصة المصورة، حيث قدم سلسلتين مميزتين: "البطل الصغير" الذي يحكي عن فتى ليبي يحمل رسالة لعمر المختار، و"بضربة واحدة قتل سبعة" التي كانت تحمل مزيجاً من الفكاهة والاحتراف.
أقام الزواوي العديد من المعارض المحلية والدولية، وكان له دور كبير في تطور فن الكاريكاتير في ليبيا. توفي يوم الأحد، الموافق 5 يونيو 2011، في العاصمة الليبية طرابلس عن عمر يناهز 76 عامًا، إثر جلطة في القلب عندما كان يخط خطوطه الأولى لرسمه الذي لم يكمله، مما أدى إلى سقوطه عن كرسيه ووفاته. وقد أفاد أحد أبناءه أن الفنان الراحل كان في صحة جيدة قبل وفاته المفاجئة.
