13/08/2025
عندما تعمّقتُ في دراسة الفيدرالية، وجدتُ أن جوهرها الحقيقي أقرب إلى كونه نظامًا إداريًا محليًا أكثر منه نظامًا سياسيًا صرفًا للدولة المركّبة، إذ تتمحور فعليًا حول مركزية السلطة كما هو الحال في الدولة الموحدة، رغم تعدد الدساتير، التي تبقى جميعها خاضعة للدستور الجامع للدولة.
وعليه، فإن الفيدرالية تمثل حلًّا لمشاركة الأطراف في السلطة مع المركز، أكثر من كونها حلًّا جذريًا لمشكلات القوميات والأقليات والطوائف.
إن اتساع مساحة البلاد، وارتفاع عدد سكانها، وتوزع ثرواتها على أطراف مترامية، إلى جانب النزاعات الأهلية وتنوعها، كلها عوامل تفرض تبني الشكل الفيدرالي. ومع ذلك، فإن معظم الفيدراليات في العالم لا تقوم على تنوّع قومي في الحكم، بل على لغة رسمية واحدة.
هذا الواقع دفع عبد الله أوجلان صراحةً إلى رفض الفيدرالية ومحاربتها في (مانيفستو الحضارة الديمقراطية)، والمفارقة أن بعض تلامذته من الأحزاب الكردية طالبوا بإقامة نظام فيدرالي في سوريا.