
29/08/2025
الصُّوفِيَّةُ أَهْلُ الجِـ ـهَادِ :
كَثِيرًا مَا اتَّهَمَ خُصُومُ التَّصَوُّفِ أَهْلَهُ بِالْعُزْلَةِ وَالْخُمُودِ، وَنَسَبُوا إِلَيْهِمُ التَّرَاخِي عَنِ الْجِهَادِ وَالتَّقَاعُسَ عَنِ الدِّفَاعِ عَنْ حَوْزَةِ الدِّينِ، وَهِيَ دَعَاوَى بَاطِلَةٌ تُكَذِّبُهَا صَفَحَاتُ التَّارِيخِ، وَتُفْنِدُهَا مَآثِرُ الْمُجَاهِدِينَ مِنْ أَعْلَامِ الصُّوفِيَّةِ الَّذِينَ جَمَعُوا بَيْنَ نُورِ الْعِبَادَةِ وَقُوَّةِ الْجِهَادِ.
قال سَيِّدِي الشَّيْخُ عُثْمَانُ حِدِغْ رَحِمَهُ اللهُ بَعْدَ سَرْدِ كِبَارِ الْمُجَاهِدِينَ مِنَ الصُّوفِيَّةِ عَبْرَ التَّارِيخِ:
«وَقَدِ اتَّضَحَ مِمَّا ذَكَرْنَا أَنَّ الإِشَاعَاتِ الَّتِي تُذِيعُهَا بَعْضُ الْمُبْتَدِعَةِ مِنْ أَنَّ الصُّوفِيَّةَ مُشْتَغِلُونَ بِالْعِبَادَةِ وَالأَوْرَادِ، وَلَا يُسَاهِمُونَ فِي الدِّفَاعِ عَنْ حَوْزَةِ الدِّينِ وَالْبِلَادِ الإِسْلَامِيَّةِ، وَأَنَّهُمْ لَا يَنْهَضُونَ إِلَى جِهَادِ الْمُسْتَعْمِرِينَ وَالْمُبَشِّرِينَ وَالْمُنَصِّرِينَ؛ افْتِرَاءٌ مَحْضٌ بَعِيدٌ عَنِ الْوَاقِعِ وَالإِنْصَافِ.
وَالْحَقِيقَةُ أَنَّ الصُّوفِيَّةَ هُمْ كَسَائِرِ الْعُلَمَاءِ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ وَالْفُقَهَاءِ وَغَيْرِهِمْ، فِي نَشْرِ الدِّينِ الإِسْلَامِيِّ تَعْلِيمًا وَتَدْرِيسًا وَإِفْتَاءً وَتَصْنِيفًا وَدَعْوَةَ الْحَقِّ إِلَيْهِ بِالأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَفِي الدِّفَاعِ عَنْهُ بِالسَّيْفِ وَالسِّنَانِ وَاللِّسَانِ».
ذَكَرَ هَذَا الْكَلَامَ فِي (المقاصد السَّنِّيَّة جـ 1 / ص 585).
📝 عبدالنور معلم لقمان