12/11/2025
🌍 مذكّراتي الأسبوعية في الشرق الأوسط – بين الأخضر والأسود… أيُّهما تفضّل؟ 🍵
👈 قبل بضعة أسابيع، زارني صديقي الفلسطيني في بلدي تايوان، ورتّبنا لرحلة معًا من أجل تجربة قطف الشاي والتعرّف على ثقافة الشاي المحلية. في رأيي، سواء في شرق آسيا أو في الشرق الأوسط وبعض الدول العربية، فإنّ كلا الشعبين يُحبّان الشاي كثيرًا.
👈 على سبيل المثال، توجد ثقافة تُسمّى “الشايية” في اليابان، وهي تدلّ على تقدير متعة شرب الشاي والاهتمام بكيفية تناوله، وتشمل أنواع الشاي، والأدوات المستخدمة، وخطوات التحضير، وحتى البيئة التي تكون فيها أثناء احتساء الشاي.
👈 أصل “الشايّية” يعود إلى عصر تانغ في الصين القديمة، ثم انتقلت هذه المحبة لشرب الشاي من الصين إلى اليابان، وأصبحت ثقافة مميّزة هناك. أما تايوان فقد تأثرت بهذه الفكرة من خلال التبادل التاريخي، وبدأ التايوانيون بتطوير ثقافة الشاي الخاصة بهم استنادًا إلى التجربتين الصينية واليابانية.
👈 هناك ما يُعرف بـ “ثقافة شاي الفقاعات” في تايوان، وتعدّ جزءًا مهمًا من ثقافة الشاي هنا. “شاي الفقاعات” هنا لا يعني هذا النوع من المشروبات فقط، بل يشمل جميع المشروبات المخفوقة يدويًا. وغالبًا ما يكون أساس هذه المشروبات هو الشاي، ثم يُضاف إليه السكر أو مكونات أخرى، مما يجعله أشبه بالحلوى أو الوجبات الخفيفة.
👈 أما شعوب بعض الدول العربية والشرق الأوسط فلها أيضًا اهتمام كبير بشرب الشاي، وإن كانت هذه العادة تختلف من بلد إلى آخر. في رأيي، تبدو ثقافة الشاي في الشرق الأوسط مثلًا متأثرة بتركيا؛ فالدول التي تأثرت بالثقافة العثمانية مثل العراق وسوريا تشرب الشاي بكثرة مقارنة مع غيرها.
👈 وحسب ما لاحظته، يُفضَّل في هذه البلدان الشاي الأسود مع إضافة السكر حسب الرغبة، وغالبًا ما يتم احتساء الشاي هناك بعد وجبة الطعام أو في المقهى. أما في تايوان فيُشرب الشاي عادة من دون سكر، ويُعد وسيلة للاسترخاء أو هواية عند بعض الأشخاص، وليس له وقت محدّد.
👈 المثير هنا أنّ تنوّع أنواع الشاي في تايوان يفوق ما هو موجود في الشرق الأوسط، ويعود ذلك إلى اختلاف المناخ والطبيعة. فعندما كنت مع صديقي في مزرعة الشاي، أخبرتنا صاحبة المزرعة أنّ هناك ستة أنواع أساسية من الشاي في العالم، تُصنَّف وفقاً لطريقة التصنيع ومستوى التخمير، وهي كالتالي:
الشاي الأخضر (غير مخمّر)، الشاي الأبيض (مخمّر قليلًا)، شاي “أولونغ” (شبه مخمّر)، الشاي الأسود (مخمّر بالكامل)، الشاي الأصفر، والشاي الداكن (المخمّر بعد التخمير).
👈 ولا يعتمد تصنيف الشاي على نوع أشجار الشاي أو الجزء المقطوف منها، بل تؤثر هذه العوامل فقط في جودة المنتج ونكهته. لذلك نجد أسماء كثيرة لأنواع الشاي المختلفة.
فعلى سبيل المثال، بين أنواع الشاي الأسود في تايوان نجد: شاي أسام الأسود، شاي روبي الأسود، الشاي أحمر النكهة، الشاي الأسود ذو الأوراق الصغيرة، الشاي الأسود بالعسل، وغيرها.
وكل نوع من أنواع الشاي يميل إلى واحدة من ثلاث ميزات للرائحة: رائحة الزهور، أو رائحة العسل، أو رائحة الفواكه.
👈 وللحفاظ على نكهة الشاي ورائحته الأصلية، لا يقوم التايوانيون بغليه، بل يضعونه في ماء شديد السخونة لمدة قصيرة (حوالي دقيقتين إلى ثلاث دقائق)، ثم يُسكب في أكواب شاي صغيرة. ومن خلال هذه الطريقة، يمكنهم تذوّق “الطعم الحلو المتبقّي في الفم” أي النكهة الطبيعية للشاي. أما في الشرق الأوسط، فيُفضَّل الشاي بطعم أقوى، لذلك يغلى أو يخمّر عادة لمدة أطول.
👈 أعتقد أنّه على الرغم من الاختلاف بين ثقافة الشاي هنا وهناك، إلا أنّ حب الشاي يجمع بين الشعبين.
👈 ومن الناحية الصحية، يتميّز الشاي بخصائصه المضادة للأكسدة والالتهابات، كما يُسهم في الوقاية من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري، ويُعرف كذلك بتأثيره المضاد للسرطان. كما يساعد على تنشيط الذهن وتحسين الهضم والتنفس. ولكن الإفراط في تناوله قد يُسبّب آثارًا سلبية لبعض الأشخاص، مثل الأرق أو اضطرابات الجهاز الهضمي.
👈 فإذا كنت من محبي الشاي، لا تنسَ أن تنتبه إلى كمية ما تشربه وكمية السكر التي تضيفها إلى فنجانك القادم من هذا المشروب الساحر!
٢٠٢٥/١١/١٢ -- Ilyas