11/13/2024
قصّة الطائفة السلولية(المتهو_دة) باختصار!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فقطعا أنّكم سمعتم بفئة تسمّى (المنافقين) في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وبالتأكيد أنّكم تعرفون أنّهم كانوا يشكّلون نسبة لا تقلّ عن (30%) من مجتمع المسلمين في المدينة المنوّرة، ومن المؤكّد أنّه استوقفكم جهل الناس بهم وبأشخاصهم مع أنّ سورة التوبة التي فضحتهم كانت من آخر ما نزل من القرآن، ومع هذا فقد غاب هذا الكم الهائل من تلك الفئة التي اعتبرها الله هي العدو .."هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ"، وربما لم يعد يذكر الناس منهم إلاّ بعض الأفراد الذين ماتوا واندثرت آثارهم مثل عبد الله بن أبي سلول ، ومن المؤكّد أنّ اختفاء هذا العدد الكبير من المنافقين واختفاء أخبارهم وآثارهم وأفكارهم قد استوقفكم، وتساءلتم بينكم وبين أنفسكم: ة فيما إذا كانوا قد تبخّروا، ولم يعد لهم وجود!!!!؟؟؟؟
والذي أريد قوله هو أنّ المنافقين لم يتبخروا، ولكنّهم منذ عام (40 هـ ) استولوا على مقاليد الحكم، وتحكّموا في جميع مفاصل حياة المسلمين، وصنعوا طبقة من (الكهنة) أسموهم علماء، ليشرعنوا لهم ظلمهم وطغيانهم، واستمرت هذه الطبقة أو الفئة جيلا عن جيل تحظى برعاية الفراعنة والطواغيت، حتى وصلت إلى هذا العصر وإنّ الذي يمثّلها أدقّ تمثيل هي هذه الطائفة السلولية المتهوّكة بشقيها (الوهّابي المتسنن) و(الصفوي المتشيّع) ، فما هي إلاّ امتداد هم امتداد لتلك الطائفة الملعونة المنافقة المتهوّدة التي كان من رؤوسها أبو مسلم الجليلي، وكعب الأحبار، وذو قرنات الحميري وابن سرجون الرومي وأبي عامر الراهب، ومن رعاهم من الساسة، ومن انخدع بهم من البلهاء والدراويش .
إذن القضيّة ليست أشخاص منحرفين ولكنّها مؤسسة فكرية وثقافية تلمودية أسستها طائفة المنافقين بالتعاون مع متأسلمي أهل الكتاب، لتشكيل كهنوت متأسلم يضفي الشرعية على الحكم الطاغوتي الفرعوني الذي انقلب على نظام الحكم الراشدي وأغتصب سلطة الأمّة وثروتها، وحوّل الأمّة إلى طوائف وشيع مستعبدة ... فهذه هي القصّة باختصار !!!!
وخطورة هذه الطائفة أنّه إذا أصاب (فايروسها) رأس إنسان يقوم بشطب عقله، فيصبح غير قابل للشفاء ، وقد أشارت لذلك بعض الأحاديث النبوية الصحيحة، والتي منها:
1__ " سَيَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ تَجَارَى بِهِمْ الْأَهْوَاءُ كَمَا يَتَجَارَى الْكَلَبُ بِصَاحِبِهِ لَا يَبْقَى مِنْهُ عِرْقٌ وَلَا مَفْصِلٌ إِلَّا دَخَلَهُ " .... (و (الْكَلَبُ= السُّعار) هُوَ دَاءٌ يُصِيبُ الْكَلْب فَيُصِيبُهُ شِبْهُ الْجُنُون , فَلَا يَعَضُّ أَحَدًا إِلَّا أصابه ذلك الداء....
2__ وجاء في خبر الملعون ذي الخويصرة (إنَّ مِن ضِئْضِئِ هذا -أَوْ: في عَقِبِ هذا- قَوْمًا يَقْرَأونَ القُرْآنَ لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإسْلَامِ ويَدَعُونَ أَهْلَ الأوْثَانِ،....
3__ وفي رواية ثالثة " يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلاَتَكُمْ مَعَ صَلاَتِهِمْ، وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ، وَأَعْمَالَكُمْ مَعَ أَعْمَالِهِمْ، يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ، وَلاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ،....." ...
ومقتل هذه الطائفة يتمثّل في ناحيتين:
الأولى (الجهل المركّب) الذي يجعلها تعتقد أنّها على الحقّ وكلّ من خالفها فهو على باطل، .....
والثانية (الجهل المُكعّب) حيث تتخذ من كبرائها (الجهلة) أئمة تقلّدهم، وتقتدي بهم، وترفض الاستماع لما يخالفهم !!!
وقد أشار القرآن إلى مثل حالتهم تلك في أكثر من موضع، وإليكم بعضها:
1__ "فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ" .........
2__ "قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (*) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا" ........
3__ "وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ" ....
4__ "يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ" ...
5__ "وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ" ....
وعلى الرغم من سيطرة هذه الطائفة السلولية المتهوّدة على جميع مفاصل الحياة الإسلامية منذ مطلع القرن الرابع الهجري، وتلويثها لجميع المذاهب والمدارس الفكرية الإسلامية بنسب متفاوتة إلاّ أنّ الإسلام المنزّل النقي قد حفظه الله بحفظ كتابه من التحريف والتغيير والتبديل، وما تواتر من سنن النبي صلى الله عليه وسلم التي نقلتها جميع الطوائف والفرق، وما على عدول هذا الدين المشار إليهم بالحديث الصحيح («يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلين»__ إلاّ أن يستغلّوا هذه الفرصة التاريخية لنسف هذا العفن الكهنوتي التلمودي الذي صنعته تلك الطائفة السلولية، وتحرير دين الله من تلك الأغلال التي صنعها الفراعنة وسحرتهم من أولئك المنافقين، وعلى الأمّة وخاصّة شبابها النابهين أن يقفوا مع عدول هذا الدين من العلماء الربّانيين، ويستحثوهم للقيام بما أوجبه الله عليهم لتخليص هذا الدين من (تَحْرِيفَ الْغَالِينَ وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلين)....
آمل أن تكون الصورة قد اتضحت ........... والسلام ...