
07/23/2025
في عام 1958، اتخذ الزعيم الصيني ماو تسي تونغ قرارًا غريبًا وصادماً:
أمر الشعب الصيني بقتل طيور الدوري الصغيرة بحجة أنها تلتهم الحبوب وتقلل من إنتاج المحاصيل الزراعية. تحولت الصين إلى حملة ضخمة، حيث خرج الملايين يطاردون الطيور، يقتلونها بالعصي والحجارة ويهدمون أعشاشها. بل إن من يقتل أكبر عدد كان يُحتفى به كبطل قومي.
لكن لم تمر سوى شهور قليلة حتى بدأ أثر القرار يظهر… فقد اختفى طائر الدوري، ومعه اختفى التوازن الطبيعي. الجراد والحشرات، التي كانت طعام هذه الطيور، تكاثرت بلا رادع، اجتاحت الحقول وأتلفت المحاصيل بالكامل.
في غضون ثلاث سنوات فقط، غرقت الصين في واحدة من أكبر الكوارث الزراعية في تاريخها. ملايين الأفدنة من الأراضي دُمرت، والمجاعة اجتاحت البلاد، لتودي بحياة أكثر من 10 ملايين إنسان بحلول عام 1961.
الدرس الذي لا يُنسى؟
حين تظن أنك بإزالة من ينافسك أو يأخذ من رزقك ستربح أكثر، ربما تكون في الحقيقة تهدم السلسلة التي تحفظ لك الرزق والحياة نفسها. أحيانًا ما نعتقده ضررًا لنا، هو في الحقيقة سبب لرحمة خفية وحماية لا نراها.
سبحان من خلق الكون بنظام دقيق، كل مخلوق فيه يؤدي دورًا، وإن اختل هذا التوازن، دفع الجميع الثمن.