05/10/2025
📖 *والأقربون اولى بالمعروف.*
❐ عاد الزوج إلى بيته فتوقفت عيناه عند حبال الغسيل في فناء المنزل حيث كانت هناك ملابس غريبة لم يعهدها من قبل .
فسأل زوجته باستغراب : *" ملابس من هذه ؟"*
فأجابته بهدوء : *" إنها ملابس أخيك ... زوجته لم تجد مكانًا لتجففها فيه فطلبت مني أن أسمح لها ".*
تبدلت ملامح الزوج وانكسر صوته وهو يتمعّن في تلك الملابس ... بعضها ممزق، بعضها مرقّع، وأخرى قديمة مهلهلة .
همس قائلاً : *" إنا لله وإنا إليه راجعون ... هذا حال أخي ؟!*
*لم أسأل عنه لم أزر بيته لم أرى عياله وها هو ينشر غسيله وثيابه وثياب أهله ممزقة !!!!*
ثم نظر لزوجته وقال : *" كيف أتصدق على كل الناس، وأخي بجواري فقير، لا أعلم به ولم أتحسس حاله ؟*
*ألم يكن من واجبي أن أكون أول من يشعر به ؟!"*
•════•❃✿❃•════•
❖ أحيانًا لا يلجأ المحتاج إلى أحد ... لا يسأل لا يشتكي لا يطرق الأبواب لأنه من الذين قال الله تعالى عنهم : *﴿ لا يسألون الناس إلحافا ﴾*( البقرة : ٢٧٣ ).
❖ ونحن لا ننتبه ... إلا حين نرى العورة مكشوفة أو الكرامة منكسرة .
❖ يكون الإنسان مريض ولا يملك حق العلاج ، ولا أحد يأبه له ... لكن عندما يموت، يهب الجميع يعزون أهله بقوة ويترحمون عليه ويعرضون الخدمات ...
❖ كم من أخ يتصدق على كل الناس وأخيه واخته فقراء ...
❖ كم من جار بات وأطفاله جياع وجيرانه يرمون فائض الطعام إلى القمامة .
❖ كم من طفلٍ مات على حجر أمه لعدم قدرتها على شراء دواء !
❖ وكم من أم أرملة وأخوة أيتام ناموا جياعًا، لأنهم تعفّفوا ...
❖ وكم من امرأة تتصل بشيخ تسأله عن جواز إعطاء أمها الأرملة وإخوتها الفقراء من مال زوجها دون علمه لأنه يمنعها حتى من العطاء لهم !
❖ ليست صدقة ... بل واجب
يا من تنفقون على الغرباء، وتنسون أقاربكم ، يا من تغدقون بالعطاء خارج بيوتكم وتبخلون على من هم أولى برحمتكم ... اسمعوا قول الله تعالى : *﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ والجار ... ﴾*( النساء : ٣٦ ).
وقوله تعالى : *﴿ وءاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ولا تُبَذّر تَبذِيرًا ﴾.*( الإسراء : ٢٦ )
رتّبهم الله تعالى ، فبدأ بالوالدين ثم الأقربين ثم اليتامى والمساكين ... ونحن عكسنا الترتيب وضيّعنا الحقوق !
❖ القلوب الكريمة لا تنتظر صرخة استغاثة ولا سؤال ولا ترى الحاجة بعين الذل ، بل تطرق الأبواب بصمت لتسأل عن من خجل أن يسأل،
*" والأقربون أولى بالمعروف " .*
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ﷺ .