11/17/2025
في خضم حالة الاحتقان السياسي والاجتماعي التي تعيشها البلاد، أثار القيادي السياسي الجمعي العليمي جدلًا واسعًا على فيسبوك بعد نشره مقالة تحليلية حذّر فيها من “لحظة اليوم التالي” التي تقترب بسرعة من تونس، في ظلّ استمرار السلطة في إدارة البلاد بمنطق الغلبة لا بعقل الدولة.
العليمي اعتبر أنّ اليوم التالي ليس تاريخًا مؤجّلًا، بل امتحانًا استراتيجيًا لدولة تقترب من حافة الانهاك، وسط اقتصاد يواصل الانحدار ومؤسسات تعمل بالقصور الذاتي، ومعارضة تُحاصر ومحاكمات سياسية تتوسع، بينما يراهن الرئيس قيس سعيّد على الوقت بدل الإصلاح.
وأكد العليمي أنّ تونس لا تعيش انهيارًا شاملًا، لكنها تعيش “وهنًا استراتيجيًا خطيرًا” قد يجعل أي صدمة داخلية أو خارجية قادرة على زعزعة استقرار الدولة قبل إسقاط خصومها السياسيين. مشددًا على أنّ أخطر ما تمرّ به البلاد اليوم ليس الاستبداد فقط، بل غياب عقل الدولة وتقدم الأجهزة على السياسة، والشعبوية على التخطيط.
وأشار إلى أن اليوم التالي لا يمكن أن يُبنى على تصفية الحسابات ولا على الإقصاء ولا على العودة إلى ما قبل 25 جويلية، بل على “هندسة سياسية جديدة” تُعيد ثقة التونسيين في المؤسسات، وعلى انتقال يبدأ اقتصادياً قبل أن يكون سياسياً، لأن “لا شرعية بلا رواتب ولا استقرار بلا إنقاذ مالي”.
كما دعا العليمي إلى مصالحة سياسية حقيقية تنهي التحريض وتعيد السياسة إلى مدار المؤسسات بدل إدارتها بالمراسيم، محذرًا من سيناريوهات ثلاثة:
انفراج منضبط يتطلب شجاعة سياسية.
استمرار الاستنزاف البطيء الذي يهدد الدولة.
صدمة مفاجئة تفرض مسارًا جديدًا على الجميع.
وختم مؤكداً:
“اليوم التالي خيار وليس قدرًا… وتونس ستُحاسب الجميع على الطريقة التي وصلوا بها إلى تلك اللحظة.”
#تونس