09/11/2025
قضية "الحاوية الدبلوماسية"، اتعرفت بالاسم ده في الإعلام واللي كان بطلها الفنان المغمور رؤوف بطرس غالي، أخو وزير المالية الأسبق يوسف بطرس غالي، واللي بقت من أكبر قضايا تهريب الآثار في تاريخ مصر.
القصة بدأت في ميناء ساليرنو في إيطاليا سنة ٢٠١٨، لما السلطات هناك اشتبهت في حاوية دبلوماسية جاية من مصر وتحديدا ميناء إسكندرية.
وبعد تفتيش الحاوية كانت المفاجأة اللي محدش يتخيلها، مكنش فيها ورق ولا حاجات دبلوماسية، لأ دي كانت مليانة كنوز مصرية، بنتكلم عن أكتر من 21 ألف قطعة أثرية، منهم حوالي 195 قطعة أثرية نادرة و21,660 عملة معدنية، وكان من ضمن الآثار دي توابيت خشبية، وتماثيل أوشابتي صغيرة من عصور تاريخية مختلفة .
على طول السلطات الإيطالية بلغت مصر، ومن هنا بدأت خيوط أكبر شبكة لتهريب الآثار تتكش، والتحقيقات المشتركة بين مصر وإيطاليا وصلت لأسماء المتهمين الرئيسيين في العملية دي..
وكان على رأسهم رؤوف بطرس غالي، صاحب شركة سياحة، ومعاه القنصل الإيطالي السابق وصاحب شركة شحن وشخص رابع كان مسئول عن عمليات التنقيب والحفر غير المشروع في الأقصر.
الحقيقة إن رؤوف غالي كان هو الممول الرئيسي للعصابة دي والمسئول عن عمليات الحفر والتنقيب غير المشروع عن الآثار في الأقصر. وكمان التخزين والشحن.
المفاجاة إن الخيط اللي فك القضية كلها كان أغرب من الخيال، ودا لما المحققين المصريين لقوا في وسط الآثار اللي الإيطالين ظبطوها، ورقة صغيرة مطوية جوه قطعة أثرية، الورقة دي كان مكتوب عليها رقم تليفون مصري.
الرقم ده لما استعلموا عنه طلع باسم واحد اسمه أحمد مجدي، فرد أمن من الأقصر. ولما اتقبض عليه وفتشوا بيته لقوا عنده آثار فرعونية، ومن تتبع تليفونه اكتشفوا علاقته بالقنصل الإيطالي، واللي كان بيهرب الآثار في طرود دبلوماسية محدش يقدر يفتحها أو يشك فيها.
بعدها النيابة أمرت بالقبض على رؤوف غالي وتفتيش بيته، ولقوا عنده جزء من قاعدة تمثال رخام أثري، وكمان لقوا آثار تانية في شقة تانية بتاعت القنصل وفي خزنة في بنك كان رؤوف غالي له حق التعامل عليها.
وبعد تحقيقات طويلة، اتقبض على رؤوف بطرس غالي وحكمت عليه محكمة جنايات القاهرة في فبراير 2020، حكمها النهائي في القضية دي، وحكمت على رؤوف بطرس غالي بالسجن المشدد 30 سنة وغرامة ضخمة، لإدانته في قضيتين لتهريب الآثار لأوروبا.
وبكده انتهت أسطورة واحدة من أخطر شبكات تهريب كنوز بلدنا اللي كانت شغالة في الخفاء، عشان تكون دي القضية اللي فضحت إزاي كنوز بلدنا كانت بتتسرب لبره في صناديق دبلوماسية، وبينت شبكة علاقات واسعة استغلت مناصبها عشان تنهب تاريخ مصر.