08/06/2025
الانتقالي... فرص وإمكانيات البديل
✍️ وهيب الحاجب
أي مكون أو مشروع سياسي، في الجنوب، لا يكون داعما ومتماشيا مع مشروع الانتقالي نحو استعادة الدولة كاملة السيادة... فذاك ضرب من ضروب العبث والمزايدة التي لا تخلو من أجندات معادية ومخططات للفوضى وهدم ما تم بناؤه وإضعاف الجبهة الداخلية واستهداف مباشر بغيته الإضرار بالتوافق الجنوبي الذي لايزال متماسكا وقادرا على الصمود إزاء ضربات العدو وأمام المتغيرات الإقليمة والدولية.
في المقابل فإن أي إقصاء أو استهداف أو استقواء من قبل الانتقالي على أي طرف جنوبي أو صوت أو مشروع سياسي أو مكون ملتزم بالثوابت الجنوبية ويتعامل مع الانتقالي ككيان جامع وكاتحاد جبهوي عريض يضم كل المكونات ويقودها نحو الاستقلال... فذاك انقلاب على الشراكة وتمرد على التفويض وعلى المواطنة، وهذا طبعا أمر مستبعد.
لدينا "ميثاق شرف" جنوبي توافقت عليه كل المكونات السياسية والاجتماعية والمدنية وأقرته وباركته كل شرائح الشعب، وبات، بقوة الإرادة الشعبية، المرجع الأول لأي عمل سياسي أو أي مكون قديم أو جديد، وأصبح من الضروري أن يكون هذا الميثاق هو الفيصل في كل شأن جنوبي جنوبي، اختلافا واتفاقا، وبات من الأخلاق والثوابت أن تكون نصوص "ميثاق الشرف الجنوبي هي صاحبة القوة القانونية وهي المقدمة على أي مواثيق أو اتفاقات مع الشرعية اليمنية أو اي طرف إقليمي.
النرجسية المفرطة والمزايدات غير المسؤولة من بعض الأطراف التي تطلب من الانتقالي أن يأخذ بيدها أو يرضخ لها لتكون ندا له أو بديلا عنه، وكذا شطحات بعض الأشخاص التي تتحدث عن فرضية إيجاد بديل للانتقالي يحقق الاستقلال... فتلك توجهات محدودة وجلها مزايدات وأجندات غير مقبولة شعبيا ولا حاضنة لها، وإن وجدت الوطنية والنية في تلك الدعاوى فلا قدرة لأصحابها على حمل راية الاستقلال وتحقيقه؛ وذلك لانعدام عنصر السيطرة على الأرض وافتقار القوة وعوامل الضغط وغياب الحلفاء.... بمعنى أن الحالم بأن يكون "بديلا أو ندا" عليه أن يبدأ من حيث انتهى الانتقالي لا أن يعود بالشعب إلى المظاهرات و"الهواجل" ورفع الشعارات... عليه فقط أن يعلن الاستقلال ويحمي قراره ويذود عن حمى الجنوب بجيشه وقوته، وهذا ما يُنتظر الآن من الانتقالي باعتباره المتبقي فقط من مشوار الثورة الجنوبية ومن العمل السياسي المتواصل منذ احتلال الجنوب العام 94م حتى اللحظة.
للانتقالي أخطاء وتجاوزات، وأخطاؤه غالبا تتمحوز في أشخاص أو تغاضي مع مخطئين وغض الطرف عن مقصرين وغير أكفاء أو الاعتماد على أدوات غير موفقة وغير صالحة... وكلها أخطاء في عداد المؤشر الطبيعي عند أي عمل أو فعل ثوري فيه من الأعداء والمؤامرات... أخطاء قابلة للتصحيح وتصويب المسار بالحوار والتوافق والتنازلات التي تنم عن وطنية والتزام أخلاقي حرصا على مواصلة المشوار دون المساس بالثوابت ودون هدم المعبد على رؤوس الجميع.
