26/06/2024
المصلى .. أحكوم
معاينة انثروبولوجية
د. عبد الله معمر
تزايد الطلب على السلع الحديثة والمتطلبات الضرورية لأبناء (الحجرية) والتي نفضل استخدام اسمها التاريخي (المعافر) من المستعمرة البريطانية عدن .. ولم يعد للحيوانات المستخدمة في نقل البضائع الحمير والجمال جدوى في توصيل البضائع من المفاليس وطور الباحة الى كافة عزل المعافر والمناطق كافة، فكان لزاما على البعض التفكير في إيجاد سبل أفضل لتوصيل المتطلبات للمناطق الأكثر بعدا لاسيما وأن البعض ممن هاجرو إلى مدن القرن الإفريقي والدول الأفريقية الاخرى، وبدأت عائداتهم تصل لمناطقهم. على ظهور الجمال والحمير إلى بقية مناطق المعافر الأعبوس، الأعروق، والأغابرة، والأعمور، والزبيرة، وقدس، والأحكوم، وشرجب، وذبحان، والمقاطرة، والأصابح، ودبع وبني شيبة، والاخمور، وذبحان، وبني حماد ..... الخ. حتى ان بعضها كانت تصل إلى مدينة تعز.
يضاف إليه أن نفر قليل من أبناء الاحكوم المتواجدين في المستعمرة عدن امتلكوا سيارات صغيرة نوع " لند روفر، وهوستن،" وفي ذات الوقت وجد لديهم حب المغامرة، كان على رأسهم سفيان مقبل، وأحمد القدسي، من صبن قدس، ممن كانوا قد عملوا بسياراتهم على نفس الخط، ـ دار سعد طور الباحة، المفاليس ـ فكانوا كغيرهم ممن يتركون سياراتهم عند أخر نقطة تصل إليها السيارات من عدن طور الباحة والمعروف شعبيا باسم سوق السبت، ثم يرتجلون بقية المسافة والمقدرة بحوالي 15كم محملين بما أتو به من عدن على ظهورهم أو على ظهور الحمير والجمال.
وبما أن خط السير من المستعمرة كان يمر عبر منطقة صحراوية رملية (خبت الرجاع) وهي طريق غير معبد بل شقت بفعل تكرار مرور السيارات من دار سعد إلى الوهط ثم طور الباحة. بعدها تتجه السيارات غربا عبر مجرى السيول (السائلة) إلى المفاليس وهي نقطة جمركية أقامها الأتراك والاستعمار البريطاني ومن ثم الإمام كحدود فاصلة بين دولتي الشمال والجنوب، لتتوقف السيارات بعدها عن مواصلة السير نظرا لضيق المجرى في هذا المكان، وعدم وجود فرصة للهروب من السيول المفاجئة. بالإضافة لارتفاع جبلي وصخري من الجانبين لم يكن يسمح بمرور وسائل النقل التقليدية عبرها في حال وجدت السيول. ومثل طول المسافة عبر السائلة حوالي 10كم سببا أخر للبحث عن طريق أقل مسافة واكثر أمنا مما فرض على المسافرين تحويل الطريق ناحية اليمين عبر مجموعة من المدرجات الزراعية التي تعلوها هضبة صخرية لكنها أقل وعورة واقصر مسافة (العذير أقل من 3 كم) وهو مرتفع صغير يقع ضمن منطقة الأثاور .. شق كطريق للجمال والحمير في وقت سابق ثم وسع للسيارات باليد والمفرس ... كان يمثل للسائقين أصعب ما في خط السير, ويعرف أحيانا باسم نقيل العذير وهو تصغير لجبل أو مرتفع والتي لم يكن بحاجة سوى لتعديل طفيف بعد تسويته لقوافل الجمال لتتمكن السيارات من السير عبرها. في زمن لم تكن عربات النقل من الفخامة والسعة كما عليه الان.
لقد كانت الطريق في هضبة العذير طريق قوافل للجمال والحمير لنقل البضائع, وعندما زاد عدد الجمال وسعت الطريق بنقيل العذير باليد والمفرس، لكن سفيان مقبل قرر الوصل بسيارته لأول مرة إلى المصلى عبر السائلة (مجرى السيل) واتخذ من مجرى السيل طريقا له في اتجاه الغرب مستعينا ببعض العمال لتسوية بعض المواضع امام السيارة. وتبعه في المغامرة بقية السائقين ومع بداية تحرك عربات نقل المسافرين وتزايد عدد السيارات وجدت الضرورة لاختصار المسافة عن طريق استكمال تسوية طريق العذير والتقليل من مشاكل السائلة ومخاطرها، بعد ان ظلت تلك الهضبة ولفترة طويلة طريق سير بالأقدام للمسافرين وكذا طريق مرور الجمال والحمير، إلى عدن من مختلف مناطق المعافر، بهدف مواصلة السير من ـ المفاليس ـ لبقية عزل وقرى المعافر حتى صار لابد من تسويتها، عندها فضل الراغبون في المغامرة تسوية بعض الأماكن التي هي بحاجة لذلك في الطريق المعروف بالعذير والاستعانة بالأيدي العاملة. الذين قاموا بتسوية الصخور الصغيرة بحيث تمكنت السيارات القادمة من عدن والعكس من المرور عبر (نقيل "أو عقبة" العذير) ثم تواصل السير غربا عبر الأراضي الزراعية منحدرة صوب مجرى السيول مرة اخرىفي كل من الأثاور، والأحكوم والمعروفة بالخزجة، حتى تصل إلى نهاية الأحكوم، وسوقها الرئيس المصلى.
فالسيارة اذا انتهت من العذير صعودا .. وهبوطا.. تنحرف قليلا نحو مجرى السيل مرةً ثانية عبر الخزجة .. والسائلة لا تحتاج إلى شق أو تسوية لتمر السيارة ... فقد سويت منذ الأزل بفعل ما يمر بها من سيول من المرتفعات الجبلية لقرى المعافر.
ثم تشق السيارة طريقها بعد الانتهاء من العذير وسط الوادي ... وادي الأثاور ... والأعبوس ...متجهةً نحو الغرب صوب وادي ذي العرش تعانق الرمل الصخري الممزوج بأحجار السيول المتكورة .. فتارة كانت تلامس إطاراتها أحجار الوادي المختلفة الأحجام ... وتارة أخرى كانت تلامس الرمال ... وما بين هذا وذاك يترنح الراكب والمواد المحملة بها السيارة يميناً وشمالا .. مع حركات السيارة تباعا لما تلامسه إطاراتها.
وتستمر السيارة في السير غربا مقتربة من وادي ذي العرش. بينما الجبال المحيطة بالطريق. تزيد من صوت السيارة ارتفاعا كلما ضاقت الطريق. لتعطي نغما يزيد من سحر المكان. بوادي ذي العرش على أضواء القمر. والأرض الطينية الحبلى بخيراتها. وأصوات الماء بقطراته المتطايرة من تحت الإطارات. كل ذلك يزيد من سحر المكان. ويدغدغ مشاعر وأحاسيس لم تعرفها المصلى، من قبل مطلقا.
وتقع المصلى في ملتقى السيول القادمة من "قدس" صبن والطي، والقادمة من قدس "الاهجوم" وتنقسم المصلى إلى قسمين: المصلى العليا وتضم عدد من المحلات التجارية، وموقف مرتفع عن مجرى السيول، تقف فيه السيارات في فترات الانتظار. والمصلى السفلى، تبدأ فيها المحلات التجارية من مشارف المصلى في مجرى السيول نحو الداخل على سفوح المرتفعات والتلال.
كان سفيان مقبل الحكيمي أول من وصل بسيارته إلى مشارف المصلي "كما اشرنا" والذي لم يتمكن من الوصول إلى السوق الرسمي (المصلى) لوجود حاجز مائي كبير في مجرى السيول معروف باسم بركة المِضْياقْ عام 1932م، ثم تواترت السيارات بعد ذلك، وكان (سفيان) معروف بمغامراته عند الجميع. بعد ان كان يصل بسيارته اللند روفر إلى المفاليس ومن ثم يواصل السير مع الجميع إلى المصلى ومناطق المعافر الاخرى سيرا على الإقدام أو ركوبا على الحمير والجمال.
وصول السيارة لأول مرة بقيادة السائق (سفيان مقبل) جعل كل من في السوق والقرى المجاورة له، والدارسين عند الفقيه يتجهون صوب هذا المخلوق العجيب والذي يرونه لأول مرة في سوقهم الساعة الحادية عشرة ظهرا. شبهها البعض في صوتها بالثور والبعض من النسوة رأين فيها الجوع والعطش فحاولت بعضهن تقديم ما يروى عطشها ويشبعها من الجوع، والبعض رأى في سخونته هيكلها أنها بحاجة لأن تستظل وترتاح من العناء، كل هذا حاصر قائد السيارة (سفيان مقبل) وهو يرد على أسئلة العامة من الناس وأبناء المنطقة بزهو وانشراح كونه الوحيد الذي يعرف السر العجيب، لكن ما لبث أن عاد نحو الشرق ـ المفاليس ـ مع الساعة الثانية والنصف ظهرا، مسجلا الرحلة الأولي لأول بوسيلة مواصلات عصرية تصل إلى سوق المصلي، وتخدم كل مناطق المعافر بعد ذلك، ووصلت خدماتها من المصلى في الأحكوم إلى منطقة الضباب قرب تعز، عبر قوافل من الجمال والحمير، بل وأمدت تعز بالبضائع المختلفة، في فترة من ثلاثينيات من القرن العشرين.
وتقع الأحكوم والمصلى جنوب شرق المعافر يحدها من الشرق عزلة الاعمور, والاثاور, وجزء من "الزبيرة" قدس ومن الغرب قدس (الاهجوم) والشمال قدس (صبن والطى) ومن الجنوب المقاطرة, يبلغ عدد سكانها المقيمين حوالي العشرين الفا, بينما يزيد العدد عن أربعين ألفا مع المتواجدين في مختلف المدن اليمنية.
قراها ومحلاتها متناثرة ما بين سفوح الجبال ومرتفعاتها ووديانها، يصل عدد مساكنها إلى حوالي (1700) مسكن بينما تصل عدد التجمعات السكنية بها إلى حوالي (10) تجمع. بها وادي ذي العرش الذي يقع على الجزء الشمالي من العزلة. ويسير من الغرب إلى الشرق نزولا من منطقة (الاهجوم قدس), وهو وادي زراعي متعدد المواسم والفصول الزراعية تتنوع محاصيله بين الذرة الشامية والقمح بأنواعه المختلفة, والفواكه التي من أهمها (المنجو والرمان، والخوخ والموز) ومن الخضروات البطاط والطماطم ومختلف البقوليات، ومن القمح، الدخن، الذرة الشامية، الغرب، الذرة البيضاء، ومن الحمضيات الليمون.
ويساعد غيل الماء القادم من جهة الغرب (قدس) في الإفادة منه في زراعة الوادي طوال العام, ويزيد منسوبه خلال موسم الأمطار الصيفية ويقل منسوبه في فصل الشتاء, أو عند انخفاض منسوب الأمطار. وفي جزء من وادي ذي العرش يقع سوق المصلى, ومن أهم معالم السوق مسجد المصلى الذي بني في العهد الأتراك بالجهة الجنوبية من طريق السيول. بجواره بني أقدم المحلات التجارية (3 محال) كانت معدة لتخزين البضائع القادمة من المفاليس على ظهور الجمال في العهد التركي ويستخدم مقر لمبيت القوافل ومرافقيها, لكن وصول أول سيارة إلى المصلى غير من معالمها وأهميتها تماما, بزيادة عدد المحلات التجارية والتي تجاوزت 300 محل بحسب بعض الإفادات, مع بداية السبعينيات من القرن الماضي, مبنية من الأحجار المحلية وتختلف سعتها بحسب المستفيد من بنائها, قسمت المصلى إلى المصلى السفلى, والعلياء ـ كما سبق وأشرنا ـ بحسب العامل الجغرافي للمكان الذي جعل من السائلة القامة من جهة الغرب نحو الشرق مرورا بوادي الصميته وخبت الرجاع لتصب كمية السيول المتجمعة من جبل صبران الحنحان بني حماد الاهجوم صبن والطي قدس في خليج عدن.
ومع دخول الاستعمار البريطاني مدينة عدن و استقراره فيها كان اتجه العديد من أبناء مناطق المعافر صوب عدن سيرا على الأقدام, وعلى ظهور الجمال والحمير, حتى مدينة عدن, بحثا عن فرص عمل, أو فرصة للخروج إلى خارج اليمن, ومع مرور الوقت تم اختصار مسافة السير إلى المفاليس نتيجة وصول السيارات إلى المفاليس مرورا بخبت الرجاع وطور الباحة, والذي لم يكن بحاجة إلى الشق, فقد وفرت الرمال ذلك الجهد. مما تزايد معه العدد القادم من الباحثين عن فرصة عمل من مختلف مناطق المعافر إلى عدن. فكان لذلك ارتباط موازي بزيادة عدد وسائل النقل الحديثة التي تُقل الراغبين بالسفر خصوصا وان عدن مثلت الضالة المفقودة والغاية المنشودة للعديد من الراغبين في تحسين مستوى معيشتهم وكذا تغيير أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية. كما مثلت للعديد من أبناء مناطق المعافر محطة عبور للعالم الخارجي عن طريق عدن. فكان لتلك المغامرة التي قادها سفيان مقبل, أهميتها للمزيد من التوافد على عدن, وكذا تحويل المصلى إلى منطقة تجارية هامة وهمزة وصل بين مختلف مناطق المعافر ومدينة عدن.
مما مكن المصلى لعب دورا هاما على مدى أكثر من أربعة عقود من الزمن دورا هاما في احتكاك أبناء المعافر بالتطور الحضري والمعرفي, بتسهيل حركة المواصلات والاتصال بعدن ومن ثم مع بقية أنحاء العالم, بل مثلت أهم مناطق التواصل التي ربطت بين كل من الجزء الشمالي والجزء الجنوبي من اليمن, ومن خلالها التحق عدد كبير من أبناء المعافر بالتعليم الحديث في مدينة عدن, كما مثلت فرصة لهجرة البعض إلى خارج اليمن, واتصالهم بالعالم الخارجي.
واشترك عدد كبير من مناطق وقرى المعافر أثناء حركة المقاومة المسلحة ضد الاستعمار البريطاني، بحركات المقاومة "جبهتي التحرير والقومية" ومثلت تلك الطريق معبرا هاما في نقل الأسلحة والذخيرة للمقاومة المسلحة ومكان آمن للهروب والاختفاء من القمع الاستعماري لعناصر الكفاح المسلح ضد الانجليز. والكثير من الأسماء اللامعة في حركة المقاومة ضد الاستعمار البريطاني ممن مروا إلى عدن عبر تلك الطريق.
ونذكر على سبيل المثال الرئيس علي ناصر محمد الذي ظل لأكثر من أسبوع في ضيافة الأستاذ عبدالرب دغيش في قرية صبن على مقربة من المصلى، قبل أن تقله السيارة إلى طور الباحة وعدن. ومنهم عبد العزيز الدالي، محسن الشرجبي، والفنان محمد مرشد ناجي، الذي اطرب الناس أثناء المبيت في المصلى بانتظار السيارة المتجهة الى عدن صباح اليوم التالي، بأغنية يا نجم يا سامر فوق المصلى، ولا يزال العديد منهم يتذكرون تلك الليلة في سقيفة دكان سلام غالب (رحمه الله) حتى الآن. بل ان البعض يحفظ تلك الليلة على انها بداية انطلاق الاغنية لأول مرة.
إضافة لما أحدثته ـ المصلى ـ من حركة تواصل واتصال مع المدن اليمنية الجنوبية والعالم الخارجي، قات بدور هام وحراك اقتصادي واجتماعي لمناطق المعافر تمثل في توفير فرص العمل لعدد كبير من أبناء المعافر في مدينة عدن. وثانيا: وجدت فرص عمل لعدد كبير من أبناء العزلة والعزل المجاورة داخل المصلى، والتي تمثلت في خدمة المسافرين من وإلى عدن وتمثل في الآتي:
1- نقل المسافرين مع مقتنياتهم من المصلى والعكس على ظواهر الحمير والجمال.
2- وجد عدد كبير من المنتفعين بسوق المصلى (حمالين, تجار, بائعين متجولين, أصحاب الخدمات الفندقية) من أبناء المنطقة والمناطق المجاورة.
3- وجود عدد من السائقين ومساعديهم حتى انهم كونوا شريحة هامة في السوق والخط الرابط بين السوق وعدن.
4- وجد ما عرف بـــ "الطبل"، والطبل من ينقل مراسلات أبناء المناطق والعزل من مدينة عدن أو سوق المصلى الى ذويهم في القرى والارياف، كل الى مسكنه، أيا كانت تلك الرسائل من (نقود ومصاريف شهرية، او قمح وهدايا) أو غيرها.
5- تحول السوق من مكان بسيط للمبيت وتجنب السيول والامطار، الى مكان يلعب دورا هاما في الاقتصاد المعيشي من بيع وشراء وتبادل مختلف انواع السلع بين مرتاديه.
ودفع تزايد عدد السيارات في الخط سواء الخاصة بنقل البضائع أو الركاب بالسائقين إلى تحديد بعض القواعد المرورية التي تكفل عملية التكافل فيما بينهم، والتقليل من حوادث السيارات ومنها:
• أحقية السير أولا للسيارة المحملة قبل الفارغة.
• السيارة المحملة ببضائع ثقيلة قبل المحملة ببضائع خفيف.
• الطالع في الخط، أي القادم من عدن، سيما في المرتفعات قبل النازل في الخط (المتجة الى عدن).
• عدم السير وترك السيارة العاطلة وسائقها في الطريق مهما كان الأمر، وعليك أن تقف بجواره وتقدم له العون مهما كان، حتى وان كان بينكم عداوة. وان طلب منك العودة في وقت لا حق، من الواجب أن تعود اليه لإنقاذه أو مساعدته. بعد أن تصل بحملتك الى مكانها من منطلق قاعدة "قد تكون مكانه غدا".
• السير معا في مواسم الأمطار. فقد يحتاج كل منهم للأخر، اذا فجئتهم السيول أو الامطار.
• لا تنافس أو تسابق "مزابنة" على الركاب ونقل البضائع بين السائقين وبعض.
ويعد ابرز السائقين من أبنا المنطقة، وممن يحسب لهم الدور في إدخال وسائل النقل الحديثة ليس على مستوى المنطقة، أو القضاء أو المحافظة وإنما على مستوى الجزء الشمالي من اليمن في تلك الفترة هم:
أولا: قائمة الشاحنات:
عبده حسن علي
عبد الله صالح معمر
سفيان مقبل
عبد الرب سفيان
محمد عبده سفيان
عبد الرحمن نعمان مقبل
احمد القدسي
محمد سيف سعد
عبده سيف سعد
عبده عوض
منصور سعيد علي
محمد على (من كدرة قدس)
علي سعيد ثابت
محمد حسن علي
سعيد الزعيمي
عبدالله سالم
عبده محمد "الملكد"
درهم محمد "الملكد"
يوسف القحام
سعيد علي عمر
محمد سيف "الكشي"
محمد سيف عقلان
عبده سيف "الضبعة"
حميد علي
محمد عثمان سعيد
محمد هائل مسعود
هائل شائف
شائف أحمد "بلا مله"
احمد "بلا مله"
علي ابن صالح (من مديرية معبق)
عبد الرحمن عبدالله (قدسي)
راوح سعيد
احمد محمد "البمبة"
درهم محمد راوح
احمد سعيد "الهوسهوس"
حزام سعيد
قائد عبده دحيان
عثمان غالب ناصر
قاسم غالب
اسماعيل عبده عون
أحمد نعمان راحج
مقبل حيدر
حزام أنعم
حزام سيف عقلان
عبد القادر يعقوب حدادين
عبد المجيد احمد ملهي
عبد الرحمن نعمان مقبل
احمد نعمان مقبل
عبده نعمان مقبل
مجاهد عثمان
غيلان (الصبري) أو غيلان الخادم
عبد الحق عثمان ناشر "الهليبو"
احمد غالب احمد
محمد غالب احمد
عبد الرحمن غالب احمد
عبد الرؤوف غالب احمد
سيف عقلان
احمد نعمان مقبل
اسماعيل عبده عون
أحمد نعمان راحج
حزام سعيد
علي سعيد ثابت
محمد سيف "الكشي"
محمد سيف سعد
محمد سيف عقلان
محمد عبده سفيان
محمد على (من كدرة قدس)
محمد غالب احمد
محمد هائل مسعود
هائل شائف
يوسف القحام
ثانيا: سيارات نقل الركاب:
والتي في الغالب كانت من نوع لند روفر (حبة وحبة وربع) ومخصصة لنقل الركاب، وتضم القائمة :
احمد ثابت راجح
احمد محمد شعلان الحوبي
أحمد عبدالله عمرو "الهوكر"
السيد حسين القدسي
خالد عبدالحميد
سعيد قاسم
سميح ومحمد عبدالله القدسي
سيف ثابت راجح
عبد الحافظ الحداد
عبد الروف غالب احمد
السيد عبدالكريم
السيد محمد عبدالرقيب
السيد محمد عبده
منصور الكوشاب
يوسف ثابت
من نوادر السائقين:
1- كود الملكد:
يحكى أن السائق عبده محمد الملقب "بالملكد"، كان يعل ضمن سائقي خط المصلى عدن، تعطلت سيارته في منطقة الخبت (خبت الرجاع) أثناء طلوعه من عدن بعطل لم يتكن من اصلاحها بسرعة في منطقة كثبان رملية متحركة، ما اقعدة مضطرا جوار سيارته بجوار مرتفع من الكثبان الرملية (كود)، جعل من مكان توقفه هذا مزارا له من قبل السائقين في الخط فكان كل سائق يمر يسأل عليه وعلى سيارته المتوقفة وعندما طالت المدة كثرة الزيارات لايزال هذا المكان يعرف بكود "الملكد".
علي سعيد ثابت:
كان خبت الرجاع يمثل صعوبة لسائقي السيارات سواء سيارات الشحن او نقل الركاب، وفي الغالب كان كل سيارة لها سائق ومساعد يعرف بــ (الجريشبل) وهو المساعد للسائق لا تتحرك السيارة في سفر أو غيره الا بوجوده، ويستعان به وقت الحاجة ومنها أثناء السير في خبت الرجاع، الذي يحتاج فيه كل سائق الى من يضع (البتر) تحت اطار السيارة أثناء السير في بعض مناطق الرمال المتحركة للمساعدة في السير وتجاوز غوص اطاراتها بين الرمال.
كانت (البترة) الحديد يصل طولها الى 2-3 متر وتوضع تحت الاطار الغائر بين الرمل بعد الحفر المناسب لتسير السيارة عليها، لكنه بعض الاحيان تتسبب في مشاكل خطرة، سيما اذا انحرفت من تحت الاطار وقد تؤدي الى الموت في حال الاصابة بها وهذا ما حدث مع علي سعيد ثابت في خبت الرجاع، فقد وضعت البترة على صفيح حديد لا ترى مدفونة بين الرمال من سابق مم جعلها تنزلق وضرب السائق (علي سعيد) مما ادت الى قتله.
الهيلبو:
كان السائق عبد الحق عثمان ناشر الملقب بــ (الهيلبو) ولقب الهيلبو يقصد به السريع، ويعتقد أنه سريع الحركة في التوجه الى عدن والعودة، وهو من السائقين الذين اكتسبوا شهرة في هذا الخط، طلع عليه اهازيج شعبية تعرف بالمنطقة بالملالة تقول:
لنت مسافر (اذا أنت مسافر)
سافر مع الهليبوة
اذا قرح عليه تائر بيجيبة (اذا انفجر اطار قادر يغير بدلا عنه)
غيلان الصبري:
ويعرف باسم غيلان الخادم، ينتمي الى شريحة الأخدام، امتلك سيارة وتحسن وضعه المادي، وكان لهذا التحسن تبعات غير حميدة على "غيلان" فقد بدأ يناجي أصله ويستدعيه في كل حال ووقت، مستعرا من أصله وانتمائه الى فئة الاخدام، ودفعه ذلك الى أن طلب من أحد مشائخ المنطقة وأعيانها، أن يكتب له صك بيده أنه ليس من الاخدام مقابل مبلغ من المال، فماكان من الشيخ الا ان كتب له الصك وأعاد نسبه الى منطقة صبر في تعز، لكن أبناء المنطقة لم يتقبلوا وضع غيلان الجديد واعتبروا الامر أقرب الى النكتة، وظلوا ينادونه بالخادم.
أغضبه ذلك، وشكاء الشيخ الى شيخ أخر في العزلة وطالب بإعادة فلوسه كون لقب غيلان الصبري لم يثبت عليه وانما لقب غيلان الخادم هو الثابت. دخل الاثنان في مماحكات، غيلان جاد في طلبه، بينما الشيخ يرى في ذلك نوعا من المزاح والنكتة.
غيلان حافظ على مهنته في قيادة السيارات، حتى بعد أن وضعت العقبات امام المسافرين الى عدن بعد استقلال الجنوب بطرد الاستعمار عام 1968م، حول نشاطه من المصلى عدن، الى المخاء والحديدة ومختلف المحافظات اليمنية، وبدلا من امتلاكه لشاحنة واحدة صار لديه اسطولا من شاحنات نقل البضائع تجوب مختلف مدن اليمن.
شخصيات معاصرة بارزة:
لعب العديد من أبناء الاحكوم دورا هاما ومحوريا في التنوير العلمي والنشاط السياسي وصل البعض منهم الى الصف الأول في قيادة بعض الاحزاب السياسية أمثال:
العميد درهم نعمان.
د. عبدة علي عثمان.
الدكتور عبد الحافظ نعمان.
الاستاذ عبد الله سلام غالب.
الأستاذ محمد عبده نعمان عطاء
الاستاذ محمد عبده نعمان "بقيط"
وأخرون
وكان تأثيرهم عظيم ليس على مستوى المنطقة بل على مستوى اليمن وفي أماكن متعددة وأيضا في مجالات عدة سياسية وتربوية واجتماعية.. ونشير الى ابرز الشخصيات الاجتماعية من ابناء المنطقة صار تأثيرهم على مستوى اليمن .. منهم:
د. احمد سعيد عابد
الشيخ احمد سنان
د. أحمد سلام ظافر
الاستاذ/ أحمد شرف سعيد (الحكيمي)
أ.د. أمين عبده سفيان
الاستاذ/ ثابت عبده نعمان "بقيط"
الاستاذ/ ثابت حيدرة
حمود عبدالله عقلان
الحاج. حمود عبده حسن
الاستاذ. سعيد محمد (الحكيمي)
الاستاذ. سلام فارع
الشيخ. عبدالله علي الحكيمي
أ.د. عبد الباسط محمد سيف
أ.د. عبد اللطيف حيدر
أ.د. عبد الله معمر
العميد. عبد الوهاب ثابت نعمان
الاستاذ. عبده محمد علي (عبده حكيمي)
الاستاذ. عمر ناشر
الاستاذ. فاروق حمود عبدالله علي
الحاج. صالح معمر
الاستاذ. محمد حمود عبده
القاضي. محمد حيدر (الحكيمي)
الاستاذ. محمد سيف سعد
الحاج. مقبل غالب معمر
أشهر تجار المصلى:
ساهم وصول السيارات الى المصلي في ايجاد فئة من الناس في المصلى تعمل بالنشاط التجاري وتعيش منه بشكل دائم، فقد مثل توافد أبناء المنطقة والمناطق المجاورة للمصلى على تنشيط العمل التجاري وزيادة في أعداد سيارات نقل البضائع من مدينة عدن الى المصلى ضرورة توزيعها على بقية المناطق حتى أن بعض البضائع كانت تصل الى مدينة تعز من المصلى عبر عدة مناطق، وكان لها الفضل أن تكسر طوق العزلة والحرمان التي تعيشه كثير من المناطق اليمنية الاخرى لقربها وارتباطها بعدن، عبر المفاليس، وطور الباحة، وخبت الرجاع عدن .. وكان منهم وأشهرهم:
عبد الواحد عبده عوض
سعيد عبده عوض
علي عبده حسن
عبد الله محمد صالح
الحاج سلام غالب سعد
الحاج محمد علي الزعيمي
قائد الزعيمي
محمد الحمدي
عبده علي عمر
محمد سالم الحيلة
محمد سلمان
سلطان سلمان
احمد نعمان راجح
عبدالجليل نعمان راجح
عبد الملك علي سعيد
عبده محمد سيف (الخادم)
احمد قاسم سيف
احمد عوض
عبده سفيان مقبل
محمد هائل ناجي
عبد الله شاهر
احمد صالح أحمد
هائل عبد الوارث (من بني حماد)
قاسم سعيد
الحاج عثمان سعيد
الحاج سيف سعيد
محمد احمد حميد
علي سعيد "دوبح"
عبده سعيد "دوبح"
سيف علي مسعود
سلام مقبل
عبده علوان
عبده "حبيجة"
قاسم عثمان
عبدالقادر الحداد
طاهر أحمد علي أسعد
التقسيم العشائري:
تشير أقدم المعلومات المتوفرة لدينا إلى أن أبناء المنطقة ينحدرون من القبل أو العشائر التالية:
- الاكبوش
- المرابدة
- الأشاعر
- الدحاينة
- بني إبراهيم
وفي مجموعها تكون ما يعرف بالاحكوم.
المصلى حكاية أغنية *:
في عام 1948م اتجه اليافع سعيد الشيباني من قريته بني شيبة المعافر إلى عدن بينما كان في سن 15، بهدف الدراسة وأثناء انحداره في نقيل بسيط متوجها صوب المصلى في الاحكوم حيث تقف السيارات المتجه إلى مدينة عدن، كون المصلى تقع نهاية خط وصول السيارات.
وفي نقيل بسيط رافقه في السير عدد من الجنود الهاربين من تعز بعد دخول الإمام أحمد مدينة صنعاء عقب ثورة 48م والتي رسمت صورة وهيئة العسكر المرافقين له في تلك الأثناء.
سعيد الشيباني وصل إلى منطقة المصلى أحكوم بعد في وقت متأخر قليلا لم يتمكن فيه من اللحاق بالسيارة المتجهة إلى عدن فقد غادرت صوب المفاليس خبت الرجاع، عدن كعادتها في الانطلاق كل صباح باكرا.
اضطر سعيد الشيباني للجلوس بقية النهار وكل الليل في انتظار صباح الغد لركوب السيارة، فمثل ذلك فرصة لأن يتمتع الشيباني بضوء القمر وسطوعه ليلا في سماء المصلى مع صفاء السماء في الليل ما يعطي المكان جوا شاعريا مصحوبا بخرير الماء من الغيل المتدفق في وادي ذي العرش، المار وسط المصلى.
سعيد الشيباني اليافع في تلك الفترة لم يكن يتجاوز الرابعة عشر من العمر، لكنه كون صورة ذهنية متكاملة في الذاكرة ظلت تلك الصورة مخزونة في اللاشعور لمدة عشر سنوات، حتى العام 58م عندما كان يدرس في القاهرة بموجب حصوله على منحة دراسية حصل عليها من قبل الاتحاد اليمني أثناء ترأس الشيخ عبدالله على الحكيمي للاتحاد بعد عودته من بريطانيا 53-54م، بناء على اتفاق الشيخ الحكيمي مع الحكومة المصرية بعد ثورة 23يوليو، والتي قابل الشيخ عبدالله الحكيمي قادتها ومنهم الرئيس محمد نجيب.
صورة المصلى والقمر والنجوم وعساكر الإمام الهاربين من بطش سيف الاسلام احمد يحي حميد الدين عقب ثورة 1948م إلى عدن بعد فشل الثورة بزيهم التقليدي ظلت عالقة في ذاكرته، استنهضت بانطفاء التيار الكهربائي في الحي الذي يسكنه سعيد الشيباني في القاهرة مع تسلط ضوء القمر على بلكونة شقته تبرز شاعريته من العمق اللاشعوري إلى الظاهر الشعوري .. ويكتب لنا لوحة المصلى، والتي استعار مطلع الاغنية (يا نجم يا سامر فوق المصلى .. كل من معه محبوب وأنا لي الله) من ما يعرف (بالملالاة) في ريف المعافر والتي كانت النسوة في الريف ترددها أثناء القيام ببعض الاعمال، كالرعي، وحلب الابقار، وجلب الماء، والعمل بالارض الزراعية، فكان لهذه الاستعارة أثرها في الانتشار وقبول الناس لها كونها خاطبت الوجدان والمشاعر في انتظار الغائب:
يـا نـجم يا سامر فوق المصلى
كل من معه محبوب وأنا لي الله
والاخـضري من العدين بكــــر
مشــدته بيضاء ومشقره أخضر
فــرحي أنا فرح الذرة بمبكــــر
فرح الشجر ساعة نزول الأمـطار
حبيبي يا غصـن فوق قـلــــه
ورد الصبـــــاح تعانقت بفـــــله
أيحين تعود شوقي كما الأهلة
أحلفــــك بكـــــل دين وملــــــه
لما تعـــود شهديك ألف حـــله
ومن هجير الشمـس أنا مظلــــه
شوقي إليك شوق الزهور مطلة
شـــأ صبر عليك لما يردك الـله
هجرتني والقلب غيــر سالــي
كل السبب عساكـــر الحلالـــــي
بكّر من التربة غبش يلالي
بيده سبيل بجيبه أمر عالي
حُبيّبي يا غُصن فوق طُلّه
شأحلفك بكل دين ومله
شوقي إليك شوق الزهور مُطلّه
شصبر عليك لما يُردّك ..
وبالانتهاء من كتابتها وجد أنها تستحق ان تغناء تواصل مع الفنان أحمد السنيدار الذي كان يدرس في القاهرة أنذاك، لكنه بعد الاطلاع عليها أعادها اليه قائلا انها تصلح لأن تكون بصوت أحد الفنانين من عدن مرشحا محمد مرشد ناجي أو محمد سعد عبدالله فهي تطابق صوتيهما.
الشيباني .. وجد مسافرا إلى عدن فحمل القصيدة معه، ونسي كل شيء، لكنه بعد عام كانت المفاجأة للشيباني عندما فتح إذاعة صوت العرب التي كانت تذيع الأغنية عبر أثيرها في العام 1959م لأول مرة بصوت محمد مرشد ناجي.
_______________
*جلسة مع الشاعر سعيد الشيباني في 2011 بمكتبة اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين صنعاء.
* منقول من كتابنا/زخات من الثقافة وعلم الاجتم٩اع، تحت الطبع.