06/08/2025
من أخطر ما لوحظ مؤخرًا هو دخول عدد متزايد من الفتيات إلى أسواق القات والأسواق العامة وهنّ في كامل الزينة من عطر ومكياج وملابس ملفتة يتعاملن مع مرتادي السوق بأساليب لا تخلو من الابتذال والكلام المعسول، في ظاهرة غريبة عن تقاليد المحافظة وأخلاقيات المجتمع اليمني.
بعض هذه الفتيات يبدأن كمتسولات أو بائعات ورد ومناديل، لكن سرعان ما يجدن أنفسهن في دوامة من الاستغلال، وأحيانًا الابتزاز، سواء برضاهن نتيجة الحاجة، أو تحت الإكراه والتهديد من قبل جهات أو أشخاص
ورغم أن هذا النوع من العمل يبدو بريئًا في ظاهره، إلا أن كثيرًا من هذه الفتيات يتعرضن لتحرشات لفظية وجسدية، وأحيانًا استغلال مادي أو أخلاقي من قبل الزبائن أو ممن يزعمون مساعدتهن
المؤسف أن بعض هؤلاء الفتيات قد يرضين بهذا الواقع تحت ضغط الحاجة أو بسبب غياب التوجيه الأسري أو ضعف الرقابة المجتمعية، مما يؤدي إلى تفكك الأخلاق العامة وزيادة الانحراف السلوكي لم يعد الأمر في إبّ مجرد ظاهرة ناتجة عن الفقر والحاجة فحسب بل تحول في كثير من الحالات إلى نشاط منظم تمارسه شبكات مستترة تستغل النساء والأطفال، وتدفع بهم إلى الشوارع والأسواق حيث يعتمدون على استدرار عواطف الناس بأساليب مدروسة ومحترفة وفي اورقة البحث والنيابة الكثير من الحالات حول مثل هذه القضية التي تستحق تفعيل دور الإعلام في فضح هذه الممارسات دون تشهير، وتسليط الضوء على القضايا المسكوت عنها إطلاق حملات توعية مجتمعية في المدارس، والجامعات، والمساجد، توضح مخاطر التسول والانحراف، وتحث على التكاتف الاجتماعي لحماية الفئات الضعيفة
ومطالبة السلطة المحلية وهيئة الزكاة في إب بأن تقدم المساعدة الحقيقية للفقراء منهم بعد دراسة الحالة بعيدًا عن طرق الاستغلال والابتزاز وتمكين تلك المرأة او الفتاة اقتصاديًا واجتماعيًا من خلال دورات تدريبية ومشاريع صغيرة تعزز كرامتها وتوفر لها مصدر دخل كريم وآمن للحد من هذه الظاهرة ومعالجتها
ف محافظة إبّ بماضيها وثقافتها وعاداتها ليست مكانًا يُقبل فيه التفسخ الأخلاقي أو استغلال الفقراء. يجب أن يكون هناك موقف جماعي، تشاركي من كل فئات المجتمع من الأسرة، إلى الدولة، إلى الإعلام للحد من هذه الظواهر وحماية الفتيات والنساء من الاستغلال، وإعادة القيم اليمنية الأصيلة إلى الواجهة
وإذا لم يكن لنا دور في التوعية والتحذير والنصح والنشر
في القضايا التي بدأت تظهر مؤخراً وتأثر على الفرد والمجتمع والتي تمس كيان المجتمع فلا خير فينا بدلا من المهاترات والمشادات الجانبية فوالله إننا محاسبون جميعا وإذا لم يتم معالجتها من البداية ستتوسع الدائرة وقد تطال احد أفراد أسرتك