27/06/2025
((الهجرة النبويه الشريفه))
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فإن الهجرة النبوية الشريفة تُعدّ من أعظم الأحداث في تاريخ الإسلام، وهي ليست مجرد رحلة انتقال من مكة إلى المدينة، بل كانت بدايةً لعهدٍ جديد، انتقلت فيه الدعوة من مرحلة الاستضعاف إلى مرحلة التمكين، ومن الظلم والاضطهاد إلى النور والأمان.
لقد عانى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة معاناة شديدة، وتحمل من الأذى ما لا تطيقه الجبال. فقد كذبه قومه، وآذوه في جسده، ووضعوا الأذى في طريقه، وشتموه، وقاطعوه هو وأصحابه حتى اشتد عليهم الجوع، ومع ذلك، لم يتراجع النبي صلىاللهعليهوسلم عن دعوته، بل ظل ثابتًا على الحق، صابرًا على البلاء، واثقًا بوعد الله.
وكانت الهجرة نتيجة طبيعية لما لاقاه النبي الكريم من صدّ وعداوة، ولما اشتد الأذى، وأغلقت كل الأبواب في وجه الدعوة، أذن الله تعالى لنبيه بالهجرة إلى المدينة المنورة، حيث وجد فيها قلوبًا مؤمنة ونفوسًا طاهرة، ناصرته، وآزرته، واحتضنت دعوته.
وقد ودّع النبي صلىاللهعليهوسلم مكة وهو يقول:
"والله إنكِ لأحبُّ بلاد الله إليّ، ولولا أن قومكِ أخرجوني منكِ ما خرجت."
فكان ذلك الموقف مؤثرًا، يُبيّن مدى حب النبي صلىاللهعليهوسلم لمكة رغم ما أصابه فيها من أذى.
لقد كانت الهجرة النبوية درسًا خالدًا في الصبر والثبات، والتضحية في سبيل العقيدة، كما كانت بدايةً لتأسيس الدولة الإسلامية القائمة على الإيمان، والعدل، والإخاء، ونشر النور في ربوع الأرض.
وفي الختام،
علينا أن نتعلم من الهجرة النبوية أن طريق الحق ليس سهلاً، وأن الثبات والصبر والثقة بالله هي مفاتيح النصر. فالهجرة لم تكن هروبًا، بل كانت تخطيطًا إلهيًّا، وبداية لنصرٍ وعد الله به نبيّه والمؤمنين.
نسأل الله أن يُثبّتنا على نهج نبيه، وأن يجعلنا من الذين يهاجرون إلى الله ورسوله بقلوبهم وأعمالهم.
والله ولي التوفيق.
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد،
وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد.
شارك المنشور تؤجر عليه.